في الذكرى السابعة والأربعين لإعلان الكفاح المسلح الصحراوي

`القرار الذي أدخل القضية الصحراوية إلى المحافل الدولية

`القرار الذي أدخل القضية الصحراوية إلى المحافل الدولية
الذكرى السابعة والأربعين لإعلان الكفاح المسلح الصحراوي
  • 1185
م. م م. م

مرت، أمس، الذكرى السابعة والأربعين لاندلاع الكفاح المسلح الذي أعلنته جبهة البوليزاريو ضد المحتل المغربي  بهدف استرجاع  حق الشعب الصحراوي في الاستقلال والحرية.

واحيا الشعب الصحراوي في المدن المحتلة ومخيمات اللاجئين وفي الشتات هذه الذكرى التي أكدت وجود شعب مضطهد حمل السلاح في وجه قوات دولة غاصبة أرادت فرض الأمر الواقع العسكري على شعب اكد انه ليس مغربيا ولا يمكنه أن يكون كذلك  حتى وإن اجتمعت كل قوى العالم لإكراهه بقبول ذلك.

وكان لجوء الشعب الصحراوي إلى لغة الرصاص والسلاح كآخر خيار بقي متاحا أمامه لرفض كل مسعى استيطاني مغربي ومعه رفض ذوبانه كشعب بمقومات وخصوصيات تاريخية في الشعب المغربي سواء عبر مسيرة خضراء أو حمراء، بالتنكيل والقتل أو الملاحقات والسجون والمعتقلات.

وكان خيار رفع السلاح صائبا في سياقه الزمني عندما حتم على السلطات المغربية المدعومة بفرنسا وإسبانيا، قبول الاعتراف بجبهة البوليزاريو والجلوس إلى طاولة مفاوضات واحدة، شهر سبتمبر 1991 وأقرت خلالها بخيار تقرير المصير للشعب الصحراوي.

وإذا كان مثل هذا الهدف الأسمى في مسيرة الكفاح الصحراوي لم يتحقق  بسبب المؤامرات الدولية فإن إصرار الشعب الصحراوي سيجعله ممكنا في يوم ما عندما يجد المحتل المغربي نفسه مرغما على قبوله في ظل تمسك الشعب الصحراوي كخيار لا بد منه للانعتاق من استعمار مغربي يحاول بشتى الوسائل والدسائس قهر إرادة الشعب الصحراوي بقي ثابتا على موقفه رغم المحن والشدائد.

ويكفي الشعب الصحراوي أن الجمهورية الصحراوية تمكنت بفضل كفاحها المسلح ونضالها الدبلوماسي والسياسي من أن تصبح دولة عضو وكاملة الحقوق في منظمة الوحدة الإفريقية وفي الاتحاد الإفريقي بعدها وتحتم على دولة الاحتلال المغربية ، الجلوس في نفس قاعة الاجتماعات القارية وتحت الراية الصحراوية.

واضطرت السلطات المغربية على العودة إلى المنتظم الإفريقي مكرهة بعد أن خابت كل حساباتها في سياسة المقعد الشاغر التي اعتمدتها انتقاما من اعتراف إفريقيا  بجبهة البوليزاريو  وبالجمهورية الصحراوية كدولة مستقلة في القارة.

وحتى وإن أوهمت الدبلوماسية المغربية الرأي العام المغربي أن انضمامها إلى الاتحاد الإفريقي يهدف إلى طرد الجمهورية الصحراوية من عضويته فان ذلك لم يكن سوى تغطية زائفة على انتكاساتها المتلاحقة وبعد أن وجدت نفسها أمام جدار صد  فرضته قضية عادلة تبنتها الأمم المتحدة واعتبرتها قضية تصفية استعمار لشعب يريد الحرية.

صحيح أن الطريق قد يكون طويلا ومحفوفا بعقبات وعراقيل ولكن مسيرته ستهون عندما يتعلق الأمر بقضية شعب يرفض الذوبان والاندثار لمجرد نزوة ملك أو مصالح دول تريد فرضها بالقوة مادام أن كل حق وراءه طالب.